العدد ١٠ - رقصة الأسد

عُمر يسقط مريضًا في التجربة الأخيرة!

[إيزونا، اليابان]
[إيزونا، اليابان]

صوت الأسد

--:--

عُمر يسقط!

بعد انقضاء ٥ تجارِب تنقلنا فيها كثيرًا، ومع التجهيز للتجربة الأخيرة بدأت مظاهر التعب على عمر، ولأن التجربة الأخيرة تحتاج لتدريب مكثف، كان القلق واضحًا؛ هل نكمل؟ أم نعتذر عن التجربة؟

رقصة الأسد

رقصة الأسد هي احتفال يحدث في فصل الخريف يتحولقون فيه اليابانيين حول شخص يلبس قناع الأسد ويبدأ بالحركات والرقص. ويعتقد أن رقصات الأسود كانت تؤدى في البداية لدرء المجاعة والأوبئة. في وقت لاحق، أصبحت رقصات الأسود في الاحتفالات والمهرجانات باعتبارها فأل خير لدرء الشياطين.

مدينة إيزونا

كانت مدينة إيزونا التي تقع شمال محافظة ناغانو هي ميدان رقصة الأسد، حيث كنا نبحث عن تجارب قد تكون مثيرة مع أحد المعارف «السيد نيشيمورا» أحد النشطاء في المدينة التي دائمًا ما كان لديه الحماس الكبير في استقبال الآتين من الخارج لاستكشاف مدينة ناغانو. حينها أشار إلينا بفكرة «رقصة الأسد» حيث إن وقت وجودنا في اليابان يصادف وقت الاحتفال، بدأنا منها بالمحادثات والترتيبات مع الأطراف المسؤولة في القرية للتجهيز لهذه التجربة.

مركز التدريب

يعتمد جدول التجربة في كل مساء على الحضور إلى قاعة التدريب الذي يوجد فيها الفريق الياباني لرقصة الأسد، جميعهم من كبار السن ما عدا عُمر المتعلم. وأنت بهذه القاعة تجد العديد من الصور التذكارية فيها جميع طاقم الفريق وهم في صغرهم يتدربون على نفس الرقصة. الأصوات والأهازيج تزداد حدة يومًا بعد يوم تجهيزًا لليوم الكبير.

الغذاء

شوربة الزنجبيل، البطاطس، الخضار والدجاج مع فطور الصباح؛ البيض والبطاطس الحلو. كان اعتمادنا في اختيار الأغذية طوال فترة تواجدنا في اليابان على الطعام الموسمي، وفي فصل الخريف تجد الكثير من البطاطس الحلو والتفاح الذي كنا نضعه دائمًا في طبق السلطة في كل وجبة.

العافية

في يوم ما قبل الاحتفال كنا لا نزال غير متيقِّنين من قابلية عمر على عمل التجربة، فكلها كانت تعتمد على صحته وقوته الجسدية في اليوم التالي. وفي ذلك الصباح كنا نبحث عن عمر، فوجدناه قد تنشط وذهب يجري في الخارج من أول الصباح إستعدادًا ليوم الاحتفال.

الإحتفال في قرية إيزونا

ونحن نتمشى بين مزارع القرية وجدنا من يرفعون أعلامًا مطليه بالأبيض والأحمر دلالة على بدأ الفعاليات والاحتفال، قضينا بعض الوقت في التجول حول المزارع وقطف التفاح مع المزارعين.

عندما حل المساء قررنا الذَّهاب مع الفريق الياباني لمشاهدة أجواء الفعالية في شوارع القرية من العروض الحية لرقصة الأسد أو جر العربة بين البيوت في مناداة خاصة لاحتفال الأسد. ترى العديد من الصغار في السن والكبار في مشهد ما تراه إلا في هذا الوقت من السنة. يلعبون يمرحون يتضاحكون فيمَا بينهم وتقدم الوجبات على الطريق من الأودن «الشعرية الثقيلة» اللذيذ والمشاوي برائحتها القوية.

بعد قضاء 4 ساعات في هذا التجول، عدنا للكوخ لقضاء قسط من الراحة قبل الخروج مرة أخرى في الصباح وهذه المرة سيكون فيها عمر هو المؤدي الرئيسي لرقصة الأسد في قرية إيزونا.

بدأ يرقص الأسد

بدأ يوم التجربة الحقيقي بعد إفطار سريع للحاق بالفريق الذي كان ينتظرنا بالرغم من أنه سهر طوال الليل يتجول في القرية للاحتفال. لبسنا اللباس الذي أهدي لنا وهو عبارة عن جاكيت أحمر اللون وبكتابات خاصة تعني بفريق رقصة الأسد. حمل عمر الراية في دف العربة بين بيوت القرية فيمَا كان الطبل يرج أحياءها لاستقبالنا. كان هنالك العديد من الحضور وعندما بكى الرضيع في حضن أمه كان ردة الفعل بالابتهاج؛ فالبكاء علامة جيدة لهم تدل على أن الراقص قد أدى مهمته بأفضل شكل. شجعنا الجميع وحملنا العربة لبيت آخر ومن ثم جلسنا هناك على الكرسي مع جميع الفريق نتشارك الأحاديث المختلفة بين يابانية مكسرة أو إنجليزية ضائعة في التَّرْجَمَةً، لا يهم فالكل مبتهج الآن بانتهاء الفعالية على أكمل وجه. عدنا أدراجنا بعد أن وادعنا الجميع، أهدونا الرداء للذكرى كي لا ننسى قيمة هذه التجربة وهؤلاء البشر الذين تعلمنا منهم الكثير خلال الأيام الثلاثة الماضية.

النهاية؟

ينتهي طريق ويبدأ طريق آخر، أنهينا خلالها 6 تجارب مختلفة كانت بين المدينة والقرية، الثقافة والحضارة، المجتمع والممارسات الفردية. كانت جميعها تظهر صورة كبيرة لتجربة كان  الهدف منها عيش التجارب بصورة عميقة في دولة اليابان، لنخرج بقيم وتعاليم نطبقها ونتعلم منها في التجارب القادمة في هذه الحياة.

أنتهينا من التجارب في سلسلة عمر يجرب اليابان ولكن كان هناك مشروع كبير يحدث خلال ذلك الوقت. فلم وثائقي طويل لموضوع نهتم فيه جدًا؛ التقنية في عالمنا الحديث ومدى آثارها في العديد من ركائز المجتمعات حول العالم. الفلم بالتعاون مع مبادرة سينك إثراء للتوازن الرقمي، استقصينا هذا الموضوع من خلال البحث في المدينة والريف الياباني، والذي تجد اختلاف بين حياة الناس في استعمالهم للتقنية ووجهة النظر عن التربية والتعليم تجاه الأطفال.

سنتحدث عن هذا الفلم بتفصيل أكبر في نشرة لاحقة بما أنه الآن في مرحلة التقديم على المهرجانات، حتى ذلك الحين، انتظرونا!

فائدة نامان

«المعرفة تبني الذوق»

 نحكم دائمًا أن شخص ما لديه ذوق مميز، في حين آخر لا يمتلكه، لكن في الأساس ماهو الذوق وكيف نعرفه؟

تعريفي الخاص بالذوق هو «القدرة على خلق تناسب وانسجام من التجارِب والمعرفة المتراكمة». والخلاصة في ذلك أن بالإمكان دائمًا تطوير الذوق عن طريق اختيار وتلقي التجارِب والمعارف المتناسبة مع الذوق المرغوب فيه. بعد ذلك سيأتي دورك الخاص في كيفية دمجها بشكل متناسب ومنسجم.

ميزونو قاكو - التنسيق والترتيب المهم، الذي لايعلمونا إياه

السفرمعسكرالترحالاليابان
نشرة سنين نامان
نشرة سنين نامان

نروي عبرها القصص التي تُحيط بكل مشروع في استوديو نامان، نشارك اللحظات التي ألهمتنا، والدروس التي تعلمناها. كل مشروع يحمل تجربة فريدة، نتعلم منها وننقلها عبر هذه النشرة لتكون مصدراً للإلهام والتفكر.