العدد ١١ - فتح باب معسكر نامان
حان الوقت لتصميم معسكركم الخاص
صوت المعسكر
نعود في سنين بعد انقضاء معسكر اليابان
كان هذا المعسكر أحد المشاريع التي بذلنا فيها جهدًا كبيرًا لضمان أن تكون التجربة لجميع المشاركين مُرضية وذات قيمة عالية، سواء خلال فترة المعسكر أو بعد العودة إلى الحياة اليومية. هدفنا ألا تكون القيمة محدودة بزمان أو مكان معين، بل أن يتمكن كل من عاش هذه التجربة بجدية من تطبيق ما اكتسبه عمليًا في أي وقت.
بدأت فكرة المعسكر منذ عدة سنين بعد تجارب الترحال الكثيرة في البيئات والحالات المختلفة ما بين الاستقرار والترحال، في العزلة ومع العائلة والمجتمع، في القرية والمدينة. وخلال هذه التجارب خرجت عدة مناهج وطرق نظرية وعملية في كيفية تصميم وترتيب الوقت مع التعايش والتكيف مع الظروف المحيطة، وهو ما جعلنا نسعى لتقديمها للجميع.
ولكي نقدم هذه الخدمة بما يتناسب مع الظروف والشخصيات المختلفة، نفتح باب تصميم «معسكر نامان» الخاص، ليتمكن الجميع من تصميم تجربته الخاصة سواءً كفرد أو كمجموعة على مدار العام، بما يتناسب مع احتياجاتهم وأهدافهم الشخصية.
في هذا العدد من النشرة، قمنا بتسليط الضوء على الممارسات المختلفة التي يقوم عليها معسكر نامان، بهدف توضيح الصورة وتسهيل عملية التسجيل لكل من يرغب في المشاركة، ليتمكنوا من تصور الأسس والمعطيات التي نعتمد عليها في تصميم المعسكرات.
وقت المعسكر
الوقت هو جل المعسكر، لذلك السؤال الأول الذي نسأله قبل كل معسكر «كيف سيقضى الوقت»؟
نقسم الوقت في المعسكر إلى خمسة أركان رئيسية:
العادات والممارسات
«إن التدريب العملي والممارسة التطبيقية ولو مع التكلف في أول الأمر،وقسر النفس على غير ماتهوى، من الأمور التي تكسب النفس الإنسانية العادة السلوكية، طال الزمن أو قصر.»
[مقدمات الأخلاق] موسوعة الأخلاق.
وهي ما نعرفها بالممارسات والأفعال اليومية، والتي تصبح تلقائية وعفوية مع التطبع. بشكل عام نؤمن أن العادات هي أفعال قابلة للإكتساب والتغيير، وفي نفس الوقت نعي بأن إضافة أو تغيير العادات لتكون صحية، أو جيدة، ليست بالأمر الهين في ظل الانغماس والتفاعل مع المحيط المصاحب للحياة اليومية.
أمثلة العادات:- العبادة [الصلاة والذكر،…]
- الصيانة [الاستحمام، ترتيب مكان النوم، …]
- المعرفة [القراءة، التتلمذ،…]
- الحركة [الجري، القوة،…]
- التعبير والمشاركة [التدوين، الحوار،…]
وهكذا، فالكيفيات تختلف من معسكر إلى آخر، لكنها تنبثق من هدف شامل وأكبر.
مهام الفريق
يتم توزيع المشاركين خلال المعسكر إلى فرق متعددة، حيث يتخصص كل فريق في أداء مهام معينة. نؤمن بأن توكيل المهام لكل فرد يعزز حس المسؤولية، ويسهم في صقل المهارات والتدريب العملي، مما يساهم في تطوير الحرفة والتمرس بشكل مستمر.طبيعة المهام تتغير من معسكر إلى آخر، لكن نذكر أهمها:
فريق التواصل:
الذي ترتكز مهامه حول إيصال وإعلام المشتركين بالمستحدثات والتنسيق في أوقات فعاليات المعسكر المختلفة، أو في تسهيل التواصل بين كافة المشاركين.
فريق التوثيق:
والمخول بتوثيق المعسكر باستعمال أدوات مختلفة من الصور والفيديو والتدوين والتسجيل.فريق الصيانة:
المشرف والمنفذ في عمليات النظافة والترتيب الشامل لمرافق المعسكر.
فريق الغذاء:
المسؤول على الطبخ وتحضير الغذاء طوال مدة المعسكر.المهمة الخاصة
في كل معسكر يكون لدينا مهمة خاصة وفريدة وهي تختلف عن العادات والممارسات اليومية في أن تطبيقها محدود وغير مكرر. تأخذ هذه المهمة غالباً معظم وقت اليوم، مثل الصعود والنزول من جبل، أو مسير طويل.الورش
يهمنا وجود الجانب المعرفي خلال المعسكر، لذلك نخصص وقتًا في تقديم ورش تغذي هذا الجانب، ويكون ذلك إما عن طريق مشرفين المعسكر، أو عن طريق ضيف خارجي. تختلف المواضيع بين كل تجربة، فيمكن أن تكون مخصوصة على التدريب للمهمة الخاصة كفنون تسلق الجبال، والتجهيز للرحلات. أو أن تكون قيمة وإضافة عملية في العلوم الإنسانية كبناء منزل شجرة متكامل خلال وقت محدود.الوقت الخاص
هو الوقت والمساحة الحرة للمشترك داخل المعسكر. ونحاول التوجيه ببعض الأفكار مثل التأمل بالمكان، أو الإستراحة قبل أي ممارسة شاقة، أو إكمال بعض المهام الغير مكتملة.
قيم المعسكر
الإلتزام والإنضباط
أن تكون الممارسات والأفعال المطلوبة والمرغوبة هي الغالب. وينبع ذلك بالإرادة وسهولة التطبيق على الذات والمجتمع. في «معسكر نامان» نعي بأن التسليم للمجريات هي أسهل على الذات، لذلك نصمم المعسكر على أن نقلص من المجريات لندرِّب الفرد على استيعاب اتخاذ قرار الممارسات والأفعال التي تعيد له بالنفع وتدفعه للارتقاء.
التهذيب
عندما نعتاد على الراحة التامة وفي كل وقت، يعتاد الجسم على الوهن والروح إلى الاضمحلال. نصمم في معسكر نامان التهذيب على أن يكون معلماً للجسد وللروح. وذلك من خلال تقليل الاعتماد على التقنية في تيسير الحياة اليومية، وإضافة بعض الممارسات الحركية الرياضية، ووضع بعض النواميس والقوانين التي تثقل قليلاً على نفس لتوقد شعلة الصبر. وهذا هو الهدف.
نواميس المعسكر
النواميس هي عصب المعسكر، من خلالها نعزز إيصال القيم. تختلف النواميس بين كل معسكر وآخر على حسب أهدافه، ولكن نذكر المتكرر:
الصمت
التزام الصمت في أوقات محددة.
التقنية
تسليم الهواتف.
تسليم الساعات اليدوية عند الوصول.
[على أن يكون هناك وقت خاص لاستعمال التقنية خلال فترة المعسكر].
الغذاء
تجنب جلب أي غذاء أو طعام من الخارج.
الإلتزام بإنهاء إناء الطعام المقدم.
الصيانة
ترتيب مكان الزاوية الشخصية لكل مشترك [مثل مكان النوم أو أي مكان أستعمل بشكل شخصي].
الوقت
النوم والصحيان بالوقت المحدد والمتفق عليه مسبقًا.
معسكر نامان القادم؟
نحمد الله على التوفيق في التجارب السابقة التي خضناها مع مختلف المشاركين في معسكر نامان، ومن خلالها نجدد أساليب تقديم المعسكرات على النحو التالي:
الإعلان عن معسكر من خلال الموقع ووسائل التواصل الإجتماعي، وستكون على أوقات مختلفة خلال السنة.
تصميم وتقديم معسكر خاص بك عن طريق تتبع الرابط ادناه:
المعسكر الخاص سيعتمد على أوقات المشتركين أنفسهم، وسيكون التقديم لها متاحًا طوال السنة، وذلك حتى تصل القيمة بشكل فعّال من خلال معرفة الاحتياج.
فائدة نامان
«كيف يمكن للأسئلة الصحيحة أن تغيّر تجربة المستخدم؟»
ماذا لو أُعطي موجز تصميم خط قطار جديد لشركة ديزني بدلاً من مهندسي السكك الحديدية؟ يركز المهندسون فورًا على السرعة والوقت والمسافة والسعة. أما مع ديزني، فلن يكون الهدف هو اختصار دقائق من الرحلة، فقد يطرحون سؤالًا مختلفًا: «كيف يمكننا أن نجعل رحلة القطار ممتعة جداً بحيث يشعر الناس بالغباء عند الذهاب بالسيارة؟»
إن مثل هذه الأطروحات المفتوحة نادرة جدًا لأن رجال الأعمال والحكومات والسياسيين لا يتطلعون إلى حل المشاكل، بل يتطلعون إلى كسب الحجج. والطريقة التي تربح بها الجدال هي التظاهر بأن السؤال الذي يجب أن يكون مفتوحًا مع العديد من الإجابات الصحيحة المحتملة، ليس كذلك. والنتيجة؟ غالبًا ما يقودنا تركيزنا على النتائج القابلة للقياس إلى التغاضي عن الفروقات الدقيقة في التجربة الإنسانية: الراحة، والفرح، وحتى القليل من النزوات.
في كثير من الأحيان، نقوم بتحسين الأمور العددية كالوقت والسرعة، ولكننا لا نقوم بتحسين الحالة العاطفية، التي تتمثل في الانزعاج أو القلق.
روري ساثرلند - هل نحن غير صبورين على أن نكون أذكياء؟
نروي عبرها القصص التي تُحيط بكل مشروع في استوديو نامان، نشارك اللحظات التي ألهمتنا، والدروس التي تعلمناها. كل مشروع يحمل تجربة فريدة، نتعلم منها وننقلها عبر هذه النشرة لتكون مصدراً للإلهام والتفكر.