العدد ١٧ - رحلة الذات من الشتاء العاصف لهدوء الخريف
في تجربة غامرة، تستعد مودة للانطلاق في رحلة تأملية إلى أرياف اليابان، حيث الحياة البسيطة والتجارب العميقة تتلاقى لتصوغ مرحلة انتقالية جديدة من التأمل والنمو الشخصي.
في شتاء ٢٠٢٤، إلتقت مودة مع استوديو نامان للبحث في تصميم معسكر خاص وتجربة في أرياف اليابان تركز على الحياة السليمة وتتناسب مع المرحلة الانتقالية في حياتها.
بقلم مودة الحميد
أتممت ربيعي الثالث والثلاثين في شهر مايو الماضي، وقد كنت أترقب هذا العمر طويلاً، لأنه عمر أهل الجنة.
أتفكر، ماذا يعني أن يبلغ الإنسان هذا العمر؟ هل هو مرحلة التوسط بين المراحل؟ بين شبابك ونضجك، بين قوتك وضعفك، بين اندفاعك واتزانك؟ أشعر في هذه المرحلة وكأنها نداء داخلي لإعادة النظر في العديد من جوانب حياتي الشخصية، الاجتماعية، والمهنية. الخبرات التي تراكمت خلال السنين لم تكن إلا سعيًا مستمرًا للنمو والتفكر في معنى الحياة الطيبة، وتحقيق غاية الوجود بالعبودية لله في هذه الحياة.
أمضيت خمس عشرة سنة في العمل المجتمعي والثقافي، حيث ركزت على تنمية مواهب الأطفال، وتشجيع التفلسف كفعل حواري يساهم في تنمية التفكير وتعزيز المشاركة والتعاطف بين المجتمعات. مارست الرسم، والتصوير، والكتابة كفعل تأملي. تنوعت محطاتي بين العمل في المؤسسات غير الربحية والحكومية والعمل الخاص.
نداء الشرق
في نهاية يناير من العام الماضي، كنت في رحلة هادئة بين أشجار البرتقال في إحدى مزارع العلا. كنت أتفكر بعمق في مرحلتي المهنية، وكانت التساؤلات تدور حول الخيارات التي سأركز عليها في المرحلة القادمة. بدأت بترتيب أولوياتي، وإعادة النظر في الالتزامات والخيارات المتاحة، وكانت تلك جلسة ذاتية لإعادة التقييم.
في تلك الرحلة، التقيت مصادفة بفريق استوديو نامان، وشاركتهم نيتي ورغبتي في خوض رحلة إلى اليابان والمعايشة مع أهل الريف.
صوت النداء
ما قبل تصميم المعسكر
بدأنا بالمراسلة على مدى ستة أشهر ببطء وتركيز لتصميم الرحلة. قمت بتدوين «ماذا، ولماذا، وكيف» سيكون تصميم رحلتي لـ«نداء الشرق».
من هنا، بدأت مرحلة جديدة من التأمل والتخطيط، التي ستقودني إلى رحلة مليئة بالاكتشافات الذاتية. الخطوات التالية ستكون سلسلة من الأفكار التي ستوجهني في مساري نحو السكون والنمو.
أينما تحلّ فثمّة ذاتك
الرحلات الذاتية هي حالة مستمرة لا نتوقف عنها، سواء في الحل أو الترحال. وأختار هذه الرحلة لممارسة التأني، والتهذيب، والتفكر.
عودة للجوهر
أنوي أن تكون هذه الرحلة فرصة للتفكر العميق حول الذات، والعمل، والمجتمع من المكان الذي أقف عليه، وإعادة تصميم الفصل التالي من حياتي. أرغب في العيش خلال ٢١ يومًا مع مجتمع يعكس الهدوء والروتين الصحي في يومهم.
استدعاء مشهد من الجنة
أبحث عن أماكن أجد فيها الخُضرة، والمياه الجارية، والمحاصيل الطازجة لأمارس خلالها روتينًا يوميًا هادئًا، وغنيًا بكل ما هو على سجيّته.
نواميس الطريق
العيش بصحة ذهنية، وبدنية، وغذائية طيبة.
أن أكون محاطة بالجمال والطبيعة، والهدوء.
ممارسة روتين يومي منتظم ومستمر.
الممارسات
التوثيق: نصي، ومرئي كنشاط رئيسي.
المشي بين الطبيعة.
الطهي الذاتي.
بعدها قدم استوديو نامان عدة مقترحات للتجارب، اخترت منها:
التجرية الأولى: ثلاثة أسابيع تجربة عميقة للعمل في مقهى لدى السيدة هماساكي، حيث سيكون هناك تعلم وإلهام لطريقة تحضير وعمل المخبوزات، وإعداد الطعام بالطريقة الطبيعية والصحية في أجواء الريف الياباني، مع إقامة لدى العائلة.
التجربة الثانية: ستة أيام عمل في مزرعة تفاح تزيد عمرها عن مائة عام، والإقامة في مركز مجتمعي كان مدرسة وتحول لمركز ومكان إقامة للمجتمع.
واخترنا أن يكون التوقيت في الخريف من نفس العام، في قرية إزونا، محافظة ناغانو.
ثِق بالنية لا بالخطة
لم أكن أدري أن نيتي هذه، التي انطلقت قبل الرحلة بستة أشهر، ستأخذني إلى قرارات لم أخطط لها منذ بداية العام. خلال الستة أشهر، عزمت النية، وأنجزت عدة التزامات. استقلت من عملي، وخضت رحلة لا تنسى مع أمي إلى سكوتلاند. عدنا إلى بداية حياتها العائلية، مرحلة الابتعاث قبل ٤٠ سنة، وقابلت صديقاتها، وسمعت قصصًا عن عائلتي قبل أن أولد.
بعد عودتي، شعرت بأنني جاهزة للانطلاق في رحلة اليابان، التي قررت أن تكون تجربة ممتدة لشهر كامل من التعلم والتطور. ترقبوا النشرات القادمة التي سأشارككم فيها تفاصيل هذه الرحلة وما ستحمله من دروس وتجارب جديدة.
فائدة نامان
«'عميل العميل' فهم آخر لتقديم قيمة»
تحسين القيمة المضافة يعني ببساطة زيادة القيمة التي يمكن أن يقدمها العميل لعملاء عملائه. على سبيل المثال، إذا كان عميلك هو مطعم، فإن «عميل العميل» في هذه الحالة هم الضيوف الذين يزورون المطعم. لذا، يجب أن تفكر في: ما هي القيمة المضافة التي يمكنك تقديمها لهؤلاء الضيوف؟ وكيف يمكنك تحسين هذه القيمة لتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل؟
«نوزومو تاقيري - بناء القيمة المضافة»
أخبار نامان
إختبار قيادة أولي
أنطلق جزء من الفريق هذا الأسبوع إلى الإحساء لملاقاة الحمير وإجراء تجربة كاملة لوضع الحمل على الدواب. الهدف من هذه التجربة هو التأكد التام من أن الحبال والخرج متناسقان ومناسبان تمامًا للطريق. هذا العمل التحضيري ضروري لضمان عدم وقوع الحمل أثناء الرحلة، وبالتالي تجنب أي تأخير أو خسارة وقت خلال المسير، مما يساعد في تعزيز فاعلية الرحلة وسلاستها.
نروي عبرها القصص التي تُحيط بكل مشروع في استوديو نامان، نشارك اللحظات التي ألهمتنا، والدروس التي تعلمناها. كل مشروع يحمل تجربة فريدة، نتعلم منها وننقلها عبر هذه النشرة لتكون مصدراً للإلهام والتفكر.